الإعلام المصري يتلقف الفوز: «الليلة، فرحة بلدنا الليلة»!
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
القاهرة :
رقص في الميادين العامة وارتجال لشعارات النصر وأعلام مصرية ترفرف من شرفات كل منزل ونافذة كل سيارة. تلك، باختصار شديد، ملامح الشارع عقب فوز منتخب مصر على منتخب الجزائر بهدفين مقابل لا شيء مساء السبت المنصرم، في مباراة أعطت كل مشجع مصري بارقة أمل في إمكانية صعود المنتخب إلى بطولة كأس العالم، بعدما كان في حكم الخاسر قبيل انتهاء المباراة بدقائق قليلة.
بعد المباراة والهدف الأخير، توحّد المشهد الإعلامي وإن لم يتطابق تماماً على القنوات المصرية الحكومية والخاصة. فبرغم اختلاف طريقة تداول الحدث بين محطة وأخرى، لاقت القنوات الجماهير إن لم نقل سبقتها الى الاحتفال، فسيطر خبر الفوز على البرامج الحوارية كلها، وهو الأمر الذي جاء على حساب قضايا أخرى لطالما شغلت الرأي العام المصري خلال الفترة المنصرمة، مثل مسألة انتشار انفلونزا الخنازير وغيرها.
بأية حال، لم تكن ردة الإعلام المصري مفاجئة، خصوصاً أن معظمه خاض منذ أيام معركة كلامية حادة مع الإعلام الجزائري. احتفل الكل بالفوز إذاً، وأتى في مقدمة المحتفلين برنامج «القاهرة اليوم». كعادته، لم يوفر الاعلامي عمرو أديب مناسبة كهذه من دون ان يكون في «الصفوف الأمامية» للرد «أنا قلتلكو حنفوز ومحدش صدقني.. قالوا بيقول إيه ده»! أعطى الفوز أديب فرصته للرد على «المشككين» والدموع تسيل على وجهه على الهواء مباشرة. تعمد أديب ان يطل بلا بزة رسمية، ارتدى «فانلة» المنتخب المصري وظهر راقصاً مدندناً حريصاً على نقل صخب الشارع إلى داخل الاستوديو، فرافقته على الهواء مباشرة فرقة موسيقية شعبية غنت ورددت شعارات الفوز. تتوقف الفرقة عن الغناء في منتصف الأغنية، تركز الكاميرا على أديب وهو يبكي قائلاً «قالوا ح يبكي، قالوا عمرو أديب حيبكي، آه أنا ببكي بس مش عشان زعلان، ده لأني مبسوط قوي» متابعاً «المصري إذا كان عايز حاجة بيعملها، ومش عايزها بيعملهاش»(!). ساوى أديب في لحظة انفعاله بين عظمة بناء الهرم والفوز في هذه المباراة «إحنا المصريين بنينا الأهرامات، وإحنا إللي بنينا الأزهر، وإحنا إللي فزنا في المباراة...» بين أغنية وأخرى، كان أديب يطالع مشاهديه بعبارات وتعليقات، يرد فيها أحياناً على الجزائريين، هو يعتبر أن المنتخب «استطاع أن يمحو آثار أنفلونزا الخنازير والسحابة السوداء من سماء مصر، إلا أن التصريحات العدائية التى أطلقها القائمون على كرة القدم الجزائرية إبان فوز المنتخب لونت هذه السماء بلون رمادي غاضب». عاش استوديو «القاهرة اليوم» سهرة احتفالية بالكامل، وكان لافتاً (وإن غير مفاجئ) أن يمرر البرنامج بالإعادة البطيئة ولأكثر من مرة ردة فعل جمال مبارك من داخل المدرجات، عقب تسجيل الهدف الثاني، فبدا نجل الرئيس المصري حسني مبارك، حاضراً أيضاً في الاستوديو (الذي افتتح السهرة مع أغنية تقول «الليلة فرحة بلدنا الليلة»)، كما كان حاضراً على أرض الملعب.
بدوره، ركز معتز الدمرداش في برنامجه «90 دقيقة» على «المحور»، بفوز مصر على الجزائر لكن بين مجموعة قضايا أخرى. في المحور الخاص بالمباراة اعتبر دمرداش ان المنتخب «انقذ مواطني مصر من الاكتئاب في الدقائق الأخيرة للمباراة». لم يحتفل الدمرداش داخل الاستوديو كما فعل أديب، لكنه نقل عبر تقارير خارجية فرحة الشارع المصري حيث تجمهر عشرات الآلاف في الشوارع والساحات. حتى فقرة الأخبار في «90 دقيقة» خصصت للحدث، إذ اتصل البرنامج بالكابتن حسن شحاتة المدير الفني لمنتخب مصر ليؤكد للجمهور: «باقي على المونديال خطوة».
بدورها، خصصت منى الشاذلي فقرة كاملة من برنامجها «العاشرة مساء» على «دريم» للحديث عن الانتصار عارضة لموهبة المصريين في ابتكار شعارات الفوز بشكل ارتجالي، مع صور عن ابرز ما يدور في شوارع القاهرة.
وحده برنامج «البيت بيتك» على «الفضائية المصرية» شذ عن القاعدة والتزم ببرمجة معتادة، مكتفياً بالبدء بجملة افتتاحية عن الفوز، بارك فيها للشعب المصري وحيّا الروح الرياضية للمنتخبين المصري والجزائري.
هذا أمس الأول، أما أمس فبدا الإعلام المرئي في ما يشبه استراحة المحارب بعد ليلة من التشجيع الطويل، ويبقى ان ننتظر الساعات القليلة المقبلة على أمل ألا نعود إلى دائرة التحريض والرد والرد المضاد بين وسائل الاعلام المصرية والجزائرية... ولو انه بات من حكم المؤكد ان البرامج الحوارية المصرية لن تجلس
رقص في الميادين العامة وارتجال لشعارات النصر وأعلام مصرية ترفرف من شرفات كل منزل ونافذة كل سيارة. تلك، باختصار شديد، ملامح الشارع عقب فوز منتخب مصر على منتخب الجزائر بهدفين مقابل لا شيء مساء السبت المنصرم، في مباراة أعطت كل مشجع مصري بارقة أمل في إمكانية صعود المنتخب إلى بطولة كأس العالم، بعدما كان في حكم الخاسر قبيل انتهاء المباراة بدقائق قليلة.
بعد المباراة والهدف الأخير، توحّد المشهد الإعلامي وإن لم يتطابق تماماً على القنوات المصرية الحكومية والخاصة. فبرغم اختلاف طريقة تداول الحدث بين محطة وأخرى، لاقت القنوات الجماهير إن لم نقل سبقتها الى الاحتفال، فسيطر خبر الفوز على البرامج الحوارية كلها، وهو الأمر الذي جاء على حساب قضايا أخرى لطالما شغلت الرأي العام المصري خلال الفترة المنصرمة، مثل مسألة انتشار انفلونزا الخنازير وغيرها.
بأية حال، لم تكن ردة الإعلام المصري مفاجئة، خصوصاً أن معظمه خاض منذ أيام معركة كلامية حادة مع الإعلام الجزائري. احتفل الكل بالفوز إذاً، وأتى في مقدمة المحتفلين برنامج «القاهرة اليوم». كعادته، لم يوفر الاعلامي عمرو أديب مناسبة كهذه من دون ان يكون في «الصفوف الأمامية» للرد «أنا قلتلكو حنفوز ومحدش صدقني.. قالوا بيقول إيه ده»! أعطى الفوز أديب فرصته للرد على «المشككين» والدموع تسيل على وجهه على الهواء مباشرة. تعمد أديب ان يطل بلا بزة رسمية، ارتدى «فانلة» المنتخب المصري وظهر راقصاً مدندناً حريصاً على نقل صخب الشارع إلى داخل الاستوديو، فرافقته على الهواء مباشرة فرقة موسيقية شعبية غنت ورددت شعارات الفوز. تتوقف الفرقة عن الغناء في منتصف الأغنية، تركز الكاميرا على أديب وهو يبكي قائلاً «قالوا ح يبكي، قالوا عمرو أديب حيبكي، آه أنا ببكي بس مش عشان زعلان، ده لأني مبسوط قوي» متابعاً «المصري إذا كان عايز حاجة بيعملها، ومش عايزها بيعملهاش»(!). ساوى أديب في لحظة انفعاله بين عظمة بناء الهرم والفوز في هذه المباراة «إحنا المصريين بنينا الأهرامات، وإحنا إللي بنينا الأزهر، وإحنا إللي فزنا في المباراة...» بين أغنية وأخرى، كان أديب يطالع مشاهديه بعبارات وتعليقات، يرد فيها أحياناً على الجزائريين، هو يعتبر أن المنتخب «استطاع أن يمحو آثار أنفلونزا الخنازير والسحابة السوداء من سماء مصر، إلا أن التصريحات العدائية التى أطلقها القائمون على كرة القدم الجزائرية إبان فوز المنتخب لونت هذه السماء بلون رمادي غاضب». عاش استوديو «القاهرة اليوم» سهرة احتفالية بالكامل، وكان لافتاً (وإن غير مفاجئ) أن يمرر البرنامج بالإعادة البطيئة ولأكثر من مرة ردة فعل جمال مبارك من داخل المدرجات، عقب تسجيل الهدف الثاني، فبدا نجل الرئيس المصري حسني مبارك، حاضراً أيضاً في الاستوديو (الذي افتتح السهرة مع أغنية تقول «الليلة فرحة بلدنا الليلة»)، كما كان حاضراً على أرض الملعب.
بدوره، ركز معتز الدمرداش في برنامجه «90 دقيقة» على «المحور»، بفوز مصر على الجزائر لكن بين مجموعة قضايا أخرى. في المحور الخاص بالمباراة اعتبر دمرداش ان المنتخب «انقذ مواطني مصر من الاكتئاب في الدقائق الأخيرة للمباراة». لم يحتفل الدمرداش داخل الاستوديو كما فعل أديب، لكنه نقل عبر تقارير خارجية فرحة الشارع المصري حيث تجمهر عشرات الآلاف في الشوارع والساحات. حتى فقرة الأخبار في «90 دقيقة» خصصت للحدث، إذ اتصل البرنامج بالكابتن حسن شحاتة المدير الفني لمنتخب مصر ليؤكد للجمهور: «باقي على المونديال خطوة».
بدورها، خصصت منى الشاذلي فقرة كاملة من برنامجها «العاشرة مساء» على «دريم» للحديث عن الانتصار عارضة لموهبة المصريين في ابتكار شعارات الفوز بشكل ارتجالي، مع صور عن ابرز ما يدور في شوارع القاهرة.
وحده برنامج «البيت بيتك» على «الفضائية المصرية» شذ عن القاعدة والتزم ببرمجة معتادة، مكتفياً بالبدء بجملة افتتاحية عن الفوز، بارك فيها للشعب المصري وحيّا الروح الرياضية للمنتخبين المصري والجزائري.
هذا أمس الأول، أما أمس فبدا الإعلام المرئي في ما يشبه استراحة المحارب بعد ليلة من التشجيع الطويل، ويبقى ان ننتظر الساعات القليلة المقبلة على أمل ألا نعود إلى دائرة التحريض والرد والرد المضاد بين وسائل الاعلام المصرية والجزائرية... ولو انه بات من حكم المؤكد ان البرامج الحوارية المصرية لن تجلس
مكتوفة الأيدي قبل المباراة الموعودة يوم الأربعاء
- sh98arifعضو ذهبي
- المشاركات : 1458
عدد النقاط : 2450
LIKE : 1
شكرا على الموضوع الرائع والجميل والمجهود عليه
- أمجد حمودةعضو برونزي
- المشاركات : 847
عدد النقاط : 1686
LIKE : 1
مواضيع مماثلة
» ماجد المهندس يحيى الليلة الخامسة من "ليالى فبراير"
» الليلة.. مدحت صالح يحيى حفله الغنائى بمصاحبة أوركسترا سفنكس
» فرحة عارمة تسود قطاع غزة لانتصار المنتخب المصري على نظيره الجزائري
» على خلفية أحداث العنف بعد مواجهة الموت .. مصر تستدعي سفيرها في الجزائر والسودانيون غاضبون من الإعلام المصري
» فرحة عارمة في ألمانيا بالفوز الساحق على الأرجنتين في المونديال
» الليلة.. مدحت صالح يحيى حفله الغنائى بمصاحبة أوركسترا سفنكس
» فرحة عارمة تسود قطاع غزة لانتصار المنتخب المصري على نظيره الجزائري
» على خلفية أحداث العنف بعد مواجهة الموت .. مصر تستدعي سفيرها في الجزائر والسودانيون غاضبون من الإعلام المصري
» فرحة عارمة في ألمانيا بالفوز الساحق على الأرجنتين في المونديال
للمشاركة انت بحاجه الى تسجيل الدخول او التسجيل
يجب ان تعرف نفسك بتسجيل الدخول او بالاشتراك معنا للمشاركة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى