Google ستصعّد خدماتها بالعالم العربي

استضاف لبنان الأسبوع الماضي قادة التكنولوجيا وكبرى شركات الانترنت ضمن
نشاطات مؤتمر صنّف الأول والأضخم في العالم العربي. المؤتمر نظمته المجموعة
الدولية المتحدة للأعمال "Ibag" وحمل اسم "عربنت" وأدرج تحته عنوان عريض:
"الاتجاهات وفرص العمل على الانترنت في العالم العربي".
وسجّل خلال
المؤتمر الظهور الأول لـgoogle في لبنان، وكان لـ"النهار" لقاء مع موظفين
من الشركة، اجتمعوا للردّ على مجموعة أسئلة تمحورت حول مستقبل الانترنت
ومجال استثماراته في العالم العربي، وعن مستقبل المحتوى الورقي مع مقبلات
بجانبها عن جديد google وخدماتها، وان يكن السؤال الأبرز، اي "google
والصين" لم يرد عنه بالشكل الواضح، اذ حافظت المقابلة الشبيهة بالدردشة على
تميزها بنكهة الخفية المصرية التي يملكها الشبان المصريون الثلاثة من
google.
شارك في المقابلة كل من رئيس قسم الهندسة أحمد همازاوي، ومدير
الانتاج عبدالكريم مارديني، والمدير الاقليمي للتسويق في google الشرق
الأوسط وشمال افريقيا وائل غنيم.
س: في موضوع الاستثمار في العالم
العربي، هل ستقوم google بمشاريع في المنطقة؟
ج: استثمرت google في
مشاريع عدّة خلال السنوات الأخيرة، وساعدت العديد من المواقع على النهوض
بأعمالها وتطوير محتواها، مثل "اجابات" و"تشكيل" و "جيران"، وعبر انشائها
google في اللغة العربية، والترجمة عبر google واللذين قد أنشأتهما عندما
تنبهت الى ان عدداً كبيراً من مستخدمي الانترنت وموقعها خاصة يبحثون عن طرق
لترجمة بعض المحتويات والنصوص، وذلك لأن هناك الملايين من المستخدمين
العرب.
س: هل هناك من عوائق تعترض استثماراتها؟
ج: لا يمكننا القول
أنها عوائق لقدر ما هي تحديات تواجهنا، اذ ان العالم العربي يقبل بشكل كثيف
على الانترنت ولكنه يفتقر الى القليل من النضوج أو الثقافة عن العالم
الالكتروني والانترنت، هناك حاجز اللغة الذي يعترض أحياناً العمل بشكل
أسهل، لذا أعتقد أن السبب هو في نظام التعليم.
س: هل من مشاريع جديدة
تعتزم google القيام بها حالياً في العالم العربي؟
ج: مجيئنا الى لبنان
والمشاركة في"عربنت" هما تحقيق لقرار الشركة لأنها تنوي زيادة خدماتها
وتقديم مساعدات أكبر لمنطقة الشرق الأوسط في المستقبل القريب، وأننا نحبّ
ونوّد جداً المساعدة. وفي رأيي أن هذا أهم شيء يمكن أن يقال حالياً ونوّد
فعلاً أن يعرفه الجميع.
س: ما هي هذه المشاريع أو الخدمات؟
ج: تحاول
google تطوير محتواها العربي من أخبار خاصة مكتوبة باللغة العربية.
وقريباً سوف نرى في العالم العربي وشمال افريقيا أخباراً عن الرياضة
والاقتصاد، وسيكون لمنتجات google انتشار أوسع، وستعمل على مساعدة بعض
المواقع التي هي في حاجة الى تطوير محتواها، كما بالنسبة الى الشركات
الناشئة.
س: جرى خلال المؤتمر عرض للعديد من المشاريع والأفكار من شباب
عرب، هل ستقوم google بتبني احدها ودعمها؟
ج: في الحقيقة لقد أدهشنا
كثيراً بالمشاريع، اذ أثبت الشباب أنهم يملكون مواهب وأفكاراً مبدعة،
خصوصاً فكرة ذلك الشاب في السابعة عشرة من عمره، فمشروعه حيوي جداً ويصلح
لأن يتطوّر بالعمل عليه، وهو عبارة عن موقع اجتماعي يجمع كل الوسائط
الاجتماعية الموجودة من twitter و facebook وغيرهما فيقدّمها للمستخدم على
ساحة موحدة يمكن التحكّم بها، واننا بالطبع سنقوم بتبنّي احدها وتمويلها.
س:
هل أغلق مركز google في الصين في شكل نهائي؟ وهل من أبعاد سياسية للموضوع؟
ج:
لسنا مخولين الاجابة حتى اننا لم نتابع هذا الموضوع، واعتقد ان من الأسهل
متابعة الاخبار الجديدة التي قد يصدرها المسؤولون لأنهم يملكون الجواب
الصحيح.
س: هل من خطة لافتتاح مكتب لـ google في بيروت؟
ج: في
الواقع لـ google مركزان في العالم العربي، واحد في مصر وآخرفي دبي
ومهمتهما تغطية العالم العربي وشمال افريقيا، اذ ان google دبي يتولى
الأعمال في دول الخليج وgoogle مصر يتولى باقي الدول العربية لذا لا أعتقد
أن هناك حاجة لافتتاح مركز في بيروت، الا اذا كان للتسويق فقط، ولكن لبنان
بلد صغير نسبياً ويمكن تغطية تطلباته دون الحاجة الى مكتب.
س: تعرف
google أكثر أنها محرك بحث والقليل من العالم العربي يعلم انها تقدّم خدمات
غير ذلك مثل تلفون nexus one ، والسؤال هو: ماذا بعد؟
ج: حتى نحن لا
نعلم ماذا بعد، اذ أن google تتطوّر في شكل سريع جداً وفي كل يوم يظهر
مشروع واصدار جديد لدرجة أن حتى نحن الموظفين في الشركة لا نستطيع أن نبقى
على اطلاع دائم على اخبارها. وغالباً عندما نكون بين الناس يسألوننا عن
اصدارات جديدة وعما اذا كانت صحيحة، في الواقع يعتقدون أننا نعلم كل شيء
وأن google تعرف كل ما يدور في العالم، لدرجة ان لأحدنا صديقاً اتصل به في
منتصف الليل بعدما تعرّض محله للسرقة طالباً صوراً وفيديو التقطتها google
عند وقوع الحادث كي يكشف الفاعل. فقد كان الأمر مضحكاً جداً لأن الناس
تعتقد دائماً أن google تملك كل الأجوبة .
س: يحكى أن هناك مشروع انشاء
تلفزيون بشراكة مع شركتي "سوني" و"انتل"، هل الخبر صحيح؟
ج: الخبر سري،
ولا نعلم انه سرب الى الاعلام، ولكن الجواب هو نعم وقريباً سيجري الاعلان
عنه.
س: في ظل الثورة المعلوماتية والمحتوى الرقمي، هل ترون منافسة بين
المعلومات الالكترونية وصناعة الجرائد أو الكتب؟
ج: ان القول أن هناك
منافسة هو شيء خاطئ، لأننا نتطوّر، والانترنت هي وسيلة متقدمة للوصول الى
المعلومات، كالكتب والجرائد. ولا مجال للتمييز او التفرقة بينهما، تماماً
كالحديث عن الراديو ثم ظهور التلفزيون اذ لم يلغ احدهما الآخر، بل جاء
ليكمله.
س: في اعتقادكم كيف يمكن لكليهما ان يتعاونا والمحافظة على
مصالحهما؟
ج: ان google تحاول دائماً مساعدة القراء بنقل أخبار الجرائد،
فمثلاً في مصر عناوين الجرائد وموضوعاتها تظهر دائماً في نتائج البحث من
google وكذلك اخبار الوكالات والجرائد العالمية.
س: لماذا لا توقّع
google صفقة مع إحدى الصحف العربية، تماماً كالتي مع صحيفة "نيو يورك
تايمز" الأميركية عبر انشاء موقع خاصّ للأخبار الآنية التي في تجديد دائم؟
ج:
أخبار "نيو يورك تايمز" في تنشيط دائم بين كل ثانية ودقيقة، اذ هناك تعديل
على الخبر او خبر جديد دائماً، ولكن الصحف العربية الالكترونية كلا. واذا
كانت تقوم بعرض اخبار جديدة على موقعها فغالباً ما تقتصر على بعض العناوين
او الأخبار الصغيرة، لذا نرى أن لا ضرورة لهذا الاتفاق.
س: أي نوع من
الصفقة أجريت بين google وويكيبديا؟
ج: هناك تفاوت كبير ما بين
المعلومات الموجودة على ويكيبديا في اللغة العربية والأخرى التي في
الأجنبية، اذ عدد الكلمات في الأولى أقل بكثير من الثانية. لذلك وقّعت
google صفقة معها هي عبارة عن مبلغ من المال تبرعت به للموسوعة، وعليه قام
عدد من المترجمين بترجمة ما يقارب الـ100 مقال من الأجنبي الى العربي، وأخذ
المترجمون مبلغاً زهيداً جداً من المال لأنهم بدورهم كانوا مقتنعين بضرورة
العمل وأهميته، فقد كان شبيهاً بالعمل التطوعي.
س: اطلاق google buzz
كخطوة في المواقع الاجتماعية، كان فكرة جيدة ولكن لم يبدُ العمل على الموقع
منظماً، لماذا؟
ج: يحدث أحياناً في google انها تطلق بعض المشاريع في
شكل سريع او يصل الى الاعلام قبل وقته، وكذلك هي الحال مع google buzz .
س:
ما هي خدمة الـgoogle goggles؟
ج: في الواقع عملت google على هذه
الخدمة وطورتها حين تبين لها ان في موقع الصور من google وصلات الكترونية
متطابقة تلصق بالصور التي تحمل الموضوع ذاته. لذا خلقت خدمة الـgoogle
goggles التي يجري تنزيلها على الهواتف النقالة، ويمكن من خلالها تصوير
مكان أو أي منتج معروف، وهي تقوم بمسح الصورة وادراج معلومات تتعلّق بها
أوتوماتيكياً.