بسم الله الرحمن الرحيم
فور وصوله إلى القاهرة، انتابت النشوة جماهير الأهلي السعيدة بعودة مانويل جوزيه صانع مجد الفريق في القرن الحادي والعشرين والذي قاد الفريق لأنجح عصوره بحصده لثلاث بطولات لدوري أبطال أفريقيا بالإضافة إلى احتكاره للدوري المصري لسنوات عديدة.
ووسط هذه الحالة من النشوة، عقد جوزيه مؤتمراً صحفياً بمناسبة قدومه لتدريب الأهلي للمرة الثالثة وهو المؤتمر الذي أطلق فيه المدرب البرتغالي تصريحات نارية ضد منافسه الزمالك ملمحاً إلى النتيجة الكبيرة التي حققها مطلع العقد بفوزه بنتيجة 6/1 ، الأمر الذي استفز عشاق الزمالك الذين صبوا جام غضبهم على مدرب الاتحاد السعودي المقال من منصبه.
لكن بنظرة هادئة ومتأملة لا يمكن أن نلوم جوزيه على مثل هذه التصريحات، فهي في النهاية تصريحات تصدر من مدرب اعتاد على التصريحات الساخنة الموجودة في كل دول العالم، بل إن جزء كبير من سحر مدرب كجوزيه مورينيو مثلاً يتمثل في إطلاقه لمثل هذه التصريحات، كما أن الطرف الآخر لا يقل سخونة في تصريحاته بتواجد التوأم حسن الذين دأبوا على الحديث عن الأهلي في أغلب تصريحاتهم.
لكن من جدير باللوم فعلاً وأظهر الأمر بهذه الطريقة الفجة السخيفة هم من حضروا المؤتمر وهتفوا كالجماهير وصفقوا فور حديث جوزيه عن النتيجة وكأنه مؤتمر "جماهيري" وليس مؤتمراً صحفياً ليس على الصحفي فيه سوى السؤال وتدوين الإجابة وليس مطلوباً منه أو يصح أن يصفق مع أي تصريح ناري فهو في النهاية ليس مشجع ولو كان انتماؤه أهلاوياً فعليه أن يكون محترفاً ومحترماً لمهنته ويفصل بينها وبين قلبه الأهلاوي.
على ذكر جوزيه، فإن هذا يدفعنا لأمر أثار استغراب الكثيرين بظهوره في برنامج مع واحد ممن كان له صراعات معه قبل رحيله وهو أحمد شوبير الذي قام جوزيه بطرده يوماً من الأيام من غرفة خلع الملابس لتندلع الحرب بين الاثنين.
لكننا شاهدنا شوبير وجوزيه "سمن على عسل" وليس هناك ما يعكر صفو جلستهم من الماضي بينهما. قد يكون هذا مقبولاً نوعاً إن كان الخلاف في وجهات نظر أو خلافاً على حادثة فردية، لكن أن يتم الاستخفاف بنا نحن المتابعون ونحن نشاهد هذا الإعلامي يدخل في معركة مع إعلامي آخر ويكيلوا لبعض اتهامات واضحة تصل إلى أن تمس الشرف في بعض الأحيان من اتهام بالاختلاس أو اتهام بالتحايل على قرارات أو الكثير من الأمور.
فشوبير مثلاً دخل في صراع مع سمير زاهر بعد "سنوات" عسل طويلة ليبدأ في الحديث عن أمور لم يكن يتحدث عنها فجأة وكأنه اكتشف "مرة واحدة" أن زاهر نصّاب أو رجل غير سوي فإذا كان يؤمن بهذا الأمر فليقله سواء كان صديقه أو لا أو ليصمت إلى الأبد.
لكن العلاقات والملفات التي تُفتح عندما يتم الحاجة إليها لا يمكن أن تكون للصالح العام أبداً .. لا تدري متى سيفتح مرتضى منصور مثلاً "ملف" هذا أو ذاك بدون تلميح وتلويح بها. القضية سيادة المستشار في أنه إن كان لديك دليل على تزوير أو تزييف أو اختلاس أحدهم فلتضعها أمام الجميع بدلاً من إخراجها "وقت اللزوم" فقط، لأن الساكت عن الحق شيطان أخرس، ومن يرى باطلاً ولا يحاول تغييره إلا عندما يدخل في عداوة مع فاعله فهو غير جدير بما يريد أن يصور الناس نفسه عليه.
الجماهير المصرية ليست بالسذاجة لتقبل رؤية مسلسل "خناقات" بين اثنين كل يوم .. من شلبي وصادق مروراً بشلبي وصادق، الغندور وشوبير، شوبير ومرتضى، مرتضى وعباس، مرتضى وصقر وانتهاءاً بعبدالغني وحسن .. الأمر لم يعد يُحتمل أن يجند كل شخص برنامجاً له ليتحدث عن "خطايا" و"فضائح" غيره .. إما أن "تلعبوا بعيداً عن البرامج" ويفصل بينكم المحاكم أو لتصمتوا إلى الأبد وتهتموا بواجبكم في الرسالة الإعلامية .. فقط.
على الهامش ..
ما حدث في مؤتمر مئوية الزمالك كان متوقعاً، فأبسط شيء لن يخرج أبداً بشكل جميل إن شابته الفردية واتخاذ القرارات بدون دراسة .. حدث ذلك مع إلغاء شيرين فوزي لمسابقة لاختيار شعار المئوية واعتماده لشعار "ماسخ" "سيء" لا يوجد فيه أي إبداع ويستطيع "حموكشة" الطالب في "تانية ابتدائي" -هذا إن كان ممكناً أن يكون هناك طالباً يدعى حموكشة- أن يرسم أفضل منه، وتجاهل فوزي إبداعات زملكاوية من جماهير هي الأحق بناديها منهم. كما أن مهزلة النشيد الرسمي كانت امتداداً لهذه الفوضوية، فلا تعرف لماذا تم اختيار هذا النشيد -مع كامل الاحترام لصاحبه- رغم أن الجميع يعرف أنه بالإمكان الخروج بأجمل منه بمراحل... الفوضى والفردية تسرطنوا في مصر وأكلت كل شيء جميل ممكن تحقيقه من أجل غايات أشخاص لا يهمهم سوى تلميع أنفسهم فقط وليس مصلحة الكل. قد نتفهم هذه الطبيعة الإنسانية الأنانية لكن أرجوكم لسنا ساذجين لتؤكدوا أنكم تفعلوا ذلك لصالح الجماعة..!