بسم الله الرحمن الرحيم
إنتهت مباراة القمه بالتعادل السلبي بدون أهداف بعدما أصابت معظم مشجعي الناديين بالملل الكروي والإحباط ، خاصة بعد المستوى الذي ظهرت عليه المباراه مقارنة بمباريات القمه في الموسمين السابقين.
وحقيقة لم أتفاجأ بالمستوى الذي ظهر عليه فريق الزمالك، فقد أكدت في مقالتي السابقه أن الزمالك بطل من ورق ، ورغم تصدره المسابقه فهو ليس بالفريق القوي ، والدليل على ذلك هو التشكيل الذي خاض به حسام حسن المباراه لكي يغطي الثغرات الكبيرة في خط دفاعه.
حسام حسن بدأ المباراه بخطة 4-6-0 ، والتي تتحول في حالة الهجوم إلى 4-5-1 بدخول محمد إبراهيم كرأس حربه صريح ، ولكن اللاعب "المعذور" إرتمى في أحضان وائل جمعه ليصبح عديم الفائده.
وتعجبت كثيراًمن تصريحات التوأم حسن قبل وبعد المباراه، التي بدأوها بأن الزمالك سيفترس الأهلي وسيعوض مباراة السته الشهيره، وأن شيكابالا هو ميسي الكره المصريه ولا يستطيع أي لاعب إيقافه، وأن الزمالك سيلقن عواجيز الأهلي درساً في فنون الكره، ونهوها بعد المباراه بأن الزمالك تعادل مع المنتخب المصري وأن جماهير الأهلي سعيده بالتعادل الذي سعى إليه فريقهم منذ بداية المباراه وحتى نهايتها وكأننا كنا نشاهد مباراه أخرى.
وعلى الجانب الآخر فإن إستحواذ لاعبي الأهلي للكره معظم أوقات المباراه لا يعبر بالضرورة عن عودتهم إلى مستواهم المعروف ، فالأهلي لم يستطع التسجيل في شباك الزمالك لأول مره منذ أكثر من 10 مبارايات جمعت الفريقين في السنوات الأخيره ، وأوضحت المباراه أن أبوتريكه تحديداً يحتاج إلى وقفه مع النفس ، فلقد ظهر اللاعب الكبير دون المستوى، ولولا خوف زيزو على محمد بركات العائد من الإصابه لكان نزول عفروتو على حساب أبوتريكة هو الإختيار الأمثل، وأعتقد أن إنضمامه للمنتخب يمثل لغزاً كبير.
ورغم أن الأهلي ظهر في مباراة القمه متماسكاً إلا إننا يجب ألا نغفل أن التحكيم ساعده في إقتناص ثلاثة نقاط أمام حرس الحدود بضربة جزاء مشكوك في صحتها، بالإضافة إلى إنقاذه من الهزيمه أمام فريق المقاولين العرب بعد أن منعت صافرة حكم اللقاء لاعبي المقاولين من مضاعفة النتيجه أكثر من مره بداعي التسلل.
وبعيداَ عن كل هذا فإن تعادل القطبين أشعل المسابقه، وعلى الرغم من قدرة الزمالك على الحفاظ على فارق الست نقاط حتى الآن وربما لعدة مباريات أخرى قادمه إلا أن لزاماً عليه أن يهزم الأهلي في مباراة الدور الثاني إذا أراد إقتناص اللقب، فالبطل لابد وأن يستطيع هزيمة منافسه على القمه، وأن يثبت للجميع أنه أسقط الفريق الذي هيمن على بطولة الدوري لست سنوات متتاليه، وهذا ما عهدناه من أبطال الدوري المصري منذ بداية الألفيه الثالثه بإستثناء الموسم السابق.
ففي موسم 2000-2001 فاز الزمالك على الأهلي في مباراة الدور الثاني بعد تعادلهما معاً في الدور الأول ليحرز لقب الدوري, بينما تبادل الفريقان الفوز في موسم 2001-2002 ليحقق الإسماعيلي اللقب عن جداره لأنه لم يخسر من القطبين سواء في القاهره أو الإسماعيليه، وحقق الفوز على الزمالك في عقر داره، وقدم واحده من أجمل مباريات الدوري أمام الأهلي في القاهره والتي إنتهت بالتعادل 4-4.
وإذا نظرنا إلى موسم 2002-2003 سنجد أنه أقوى دليل على نظرية ضرورة الفوز على المنافس، فالأهلي خسر البطوله رغم تصدره الدور الأول من المسابقه بعد التعادل مع الزمالك 2-2 في غياب معظم لاعبي الزمالك الأساسيين، وفي مباراة الدور الثاني فاز الزمالك بنتيجة 3-1 ليقلص الفارق إلى نقطتين، ثم خسر الأهلي أمام إنبي في آخر مباراه من عمر الدوري ليفوز الزمالك بالدرع عن جداره لأنه تفوق على منافسه.
ثم إحتفظ الزمالك بالدرع في موسم 2003-2004 بعد أن حقق الفوز ذهاباً وإياباً على الأهلي، ثم بدأت رحلة الست مواسم التي تسيدها الأهلي محققاً إنتصارات كبيره على الزمالك والإسماعيلي.
خلاصة الكلام : لو فشل الزمالك في تحقيق الفوز على الأهلي في مباراة الدور الثاني فلن يفوز بالدوري، وسيحتفظ به الأهلي للموسم السابع على التوالي وربما الثامن والتاسع والعاشر أيضاً، فعندما لا تستطيع أن تهزم حامل اللقب الذي ينافسك على البطوله وهو في أضعف حالاته فعليك الإعتراف أنك لست جدير بتجريده من لقبه، كما أن جمهور الزمالك ينتظر بفارغ الصبر تلك اللحظه التي يشاهدون فيها فريقهم يهزم الأهلي ويطيح به خارج المنافسه لتصير الفرحه بالدرع فرحة مزدوجه.
نقطه أخيره : عندما أوجه نقداً لفريق الزمالك، أو أوضح وجهة نظر معينه فهذا لا يعني أنني أرغب في قتل فرحة جماهيره، فمن حق جماهير الزمالك أن تفرح بفريقها وهو على قمة الجدول ويحقق إنتصارات متتاليه، ولا أحد ينكر أن إستفاقة الزمالك هذا الموسم أعطت للدوري مذاقاً خاصاً، ولكن يجب ألا تمنع الفرحه تعديل السلبيات، وستظل دائماً الحقيقه المُره أفضل من الأوهام اللذيذه.