حجر شحاتة.. ضرب كل العصافير
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
لم يكن مجرد نصر حققه منتخبنا أو فوز ببطولة نحتفظ بلقبها فى نسختيه
الماضيتين أو رقم قياسى لعدد مرات الفوز باللقب الأفريقى، بل هو انتصارا
لإرادة شعب ووطن ورئيس وضع ثقته فى جيل من اللاعبين يقودهم جهاز فنى يعلم
قدر المسئولية، هو انتصار لقيم ومبادئ وضعها المعلم حسن فى مسيرة قيادته
لمنتخبنا الوطنى، هو انتصار أعاد الهيبة لكرتنا المصرية بعدما حاول البعض
النيل منها والتقليل من شأنها عقب الوداع الحزين للتصفيات الأفريقية
للمونديال العالمى جنوب أفريقيا 2010، هو انتصارا للالتزام الدينى
والأخلاقى لجيل قلما يتكرر فى تاريخ الكرة المصرية، هو انتصار للعقلية
المصرية التى انجبت العقاد وحسين ومحفوظ وعرابى وكامل وزغلول وناصر
والسادات ومبارك وزويل ويعقوب.
هو انتصار لحسن شحاتة نفسه الذى نجح ببطولته الثالثة على التوالى وألقابه
التى حققها فى مسيرته التدريبية سواء مع الأندية أو المنتخبات فى ضرب كل
العصافير بحجر واحد ليرد على كل من شككوا فى قدراته هو وجهازه المعاون
«الفصيح غريب والمهذب صدقى والملتزم سليمان والمهندس عدلى والطبيب ماجد
والإبراشى الهادئ والمخضرم حسنين والشقى عبدالواحد والطيب عبدالله..
وخلفهم زاهر عصره وأوانه».
نعم نجح المعلم فى إخراس الألسنة التى اعتادت الصيد فى الماء العكر بحثا
عن صيت زائف أو عائد إعلانى أو نسبة «استماع أو مشاهدة» من ضعاف النفوس أو
من يستغلون أبواقهم وأقلامهم الإعلامية فى تصفية حسابات لصالح أشخاص
بأعينهم.
نعم نجح المعلم فيما فشل فيه الآخرون من هواة «الجلوس على المصاطب ومصمصة
الشفايف» للتقليل من حجم الإنجاز والإعجاز الذى تحقق ويتحقق.
نعم نجح المعلم وجهازه واللاعبون فى الرد عمليا فى ملعب بنجيلا ليلة
الخميس الماضى على من طالبوا بإقالته وتسريح عواجيز المنتخب بعد الاخفاق
المونديالى فى أم درمان بتحقيق الفوز على منتخب الشقيقة الصغرى الجزائر
«فنيا وأخلاقيا».
نعم نجح المعلم فى تأكيد ريادة مصر كرويا على الساحتين الأفريقية والعربية
وأن الفوز على المنتخب الإيطالى بطل العالم فى كأس العالم للقارات لم يكن
وليد صدفة وأن الأداء العالى أمام منتخب السامبا فى البطولة ذاتها وكان
حديث العالم لم يكن ضربة حظ ولكنه فكر جهاز فنى وتنفيذ لاعبين جاد بهم هذا
العقد من الألفية الثالثة.
نعم نجح المعلم ولاعبوه فى إثبات أن مونديال جنوب أفريقيا قد فقد الكثير
بعدم وصول منتخب أفريقيا قاهر المنتخبات الأربعة المتأهلة، وهذا بشهادة من
تابعوا مشوار الفراعنة فى المونديال الأفريقى.
نعم نجح المعلم ورفاقه فى توحيد شعب بعدما كادت الفتنة تضرب استقراره،
وأعاد البسمة إلى شفاه غلبتها مشقة ومتاعب الحياة اليومية «مادية وسيولية
وإنفلوانزية»، حتى باتت إنجازات منتخبنا هى الفرحة الأولى التى ينتظرها
هذا الوطن للخروج من آهات الأحزان.
نعم نجح المعلم فى إفشال كل المخططات التى سبقت ذهابنا إلى أنجولا للإطاحة
بمجلس إدارة اتحاد الكرة ورئيسه زاهر الذى طالته وطالت مجلسه اتهامات كادت
تعصف «أيا كانت حقيقة تلك الاتهامات وما لديها من سند يؤكد صحتها».
نعم نجح المعلم ورفاقه فى الرد على من انتقدوا بشدة تكريم مبارك لهذا
الجيل من اللاعبين عقب الفشل فى الوصوال إلى المونديال وهو التكريم الذى
أعاد الثقة إليهم فى أمم أفريقيا.
نعم نجح المعلم فى اكتشاف الموهوب «جدو» بعدما كاد نحر البحر يطوله، مقدما للكرة المصرية والأفريقية والعالمية هدافا من طراز فريد.
نعم نجح المعلم وجهازه ولاعبوه فى تحطيم كل الأرقام القياسية واعتقادى أنها إنجازات وصلت لحد الإعجاز الذى يصعب تكراره فى المستقبل.
أخيرا.. نجح حجر شحاتة فى ضرب كل العصافير التى بات وجودها على ورق الشجر
صعبا وأظن أن القفص الضيق مثواها الأخير، هو كروان يغرد قليلا ويؤثر
كثيرا، وهم يثرثرون ويوصوصون.
- sh98arifعضو ذهبي
- المشاركات : 1458
عدد النقاط : 2450
LIKE : 1
شكرا على الموضوع الرائع والجميل والمجهود عليه
مواضيع مماثلة
للمشاركة انت بحاجه الى تسجيل الدخول او التسجيل
يجب ان تعرف نفسك بتسجيل الدخول او بالاشتراك معنا للمشاركة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى